بالعزيمة يمكن تحقيق الأحلام المستحيلة بالطرق الأكثر استحالة
الرجل المعجزة في عالم يتأرجح ما بين الممكن والمستحيل، يفاجئ جوزيبي باتيرنو، العالم بحصوله على الماجيستير في علوم التاريخ والفلسفة، وهو في سن 98 عاما.
شخصية فذة واستثنائية، عاصر حقبتين زمنيتين، لم تثنياه عن الاستمرار في حب الحياة، والسعي للنجاح، رغم الفقر والفاقة، رغم مرارة الحرب العالمية الثانية وتبعاتها، وأيضا رغم معاناته مع كوفيد 19 الذي استطاع تخطيه بعزيمة ثابتة.
عندما تتغلب الإرادة، يصبح المستحيل ممكنا
بعد حصوله على الباكالوريوس في علوم التاريخ والفلسفة، وتخرجه في جامعة باليرمو بإيطاليا، يقرر جوزيبي باتيرنو استكمال تعليمه ليحصد الماجيستير في نفس التخصص، ويحطم بذلك رقما قياسيا كونه أكبر خريج في إيطاليا، البالغ من العمر 98 عاما .
وقد احتفت عائلته ومحبوه بالخير السار، الذي تم الإعلان عنه عبر منصات مواقع التواصل، يهنئونه ويباركون له نجاحه الباهر
باتيرنو من مواليد 1923، في صقلية، ينحدر من أسرة فقيرة، عجزت عن تعليمه أول سنوات عمره، وقد ذكرت وكالة رويتر أن باترنو انضم إلى البحرية للمشاركة في الحرب العالمية الثانية، هذا قبل أن يعمل بدار السكك الحديدية لاحقا، ثم أنهى دراسته الثانوية ليتزوج وينجب طفلين.
وفي سنة 2017 التحق باترنو ببرنامج للطلاب الجامعيين، حيث كان يدرس بجد وشغف، معتمدا في أبحاثه على الكتب الورقية بدل استخدام محرك البحث غوغل.
باتيرنو أحد الجنود المشاركين في الحرب العالمية الثانية، والذي نجا منها كما نجا من آفات أخرى، ليصطدم في القرن الواحد والعشرين بكوفيد 19، والذي تغلب عليه هو الآخر بعزيمة قوية، وها هو الرجل المسن ينتقل إلى العصر الرقمي ليستكمل مشواره الدراسي دون كلل أو ملل، حاصدا أعلى الدرجات.
اليوم، تمثل قصة باتيرنو نوعا من الإلهام للكثيرين ممن فقدوا الأمل في حياتهم، فمع وصول رجل مسن إلى ذروة النجاح والتألق، لابد وأن يشكل هذا دعما أساسيا وحافزا قويا للكثير من الناس.
كما أشاد رواد مواقع التواصل، على منصات تويتر وفيسبوك، بإرادة باتيرنو وعزيمته، وقدرته على مجابهة الصعاب، والأهم شغفه بالقراءة والتعليم الجيد.