recent
أخبار ساخنة

الأدب المترجم .. ثورة في عالم التأليف والكتابة

الصفحة الرئيسية
أثارت الأحداث السياسية مثل هجمات 11 سبتمبر، والانتفاضات خلال الربيع العربي، الاِهتمام البالغ والملحوظ بالترجمات الأدبية العربية في أنحاء أوروبا.

دروز بلغراد .. اقتحام عالمي غير مجرى الكتابة العربية

كان لتقديم الجائزة الدولية للرواية العربية لهذا العام للكاتب اللبناني ربيع جابر عن روايته (دروز بلغراد: حكاية حنا يعقوب)، التأثير الأكبر، إذ لم تكن مجرد جائزة حصدت مبلغ 000 60 دولار، ولكنها أتاحت فرصا واعدة للترجمات والمنشورات الدولية في العديد من البلدان الأخرى.
ويتضمن الاتحاد الدولي للمساعدة الإنمائية، ضمانا للترجمة ونشر العمل الفائز باللغة الإنجليزية، وقد تمت ترجمة ثلاث روايات من أصل 18 رواية لجابر إلى الألمانية والفرنسية والإيطالية. 
 الأمريكي المصري، المولد كريم جيمس أبو زيد، هو مترجم روايات ربيع جابر، والذي اعتبر الكاتب جابر المؤلف العربي الوحيد الذي يجب ترجمة كتاباته بشكل عاجل.

تحكي الرواية قصة حنا يعقوب، الرجل المسيحي الذي ينحدر من قرية في بيروت، مهنته بيع البيض، والذي خرج صباح أحد الأيام بسلة البيض كعادته، إلا أنه لم يعد على مدار اِثنا عشرة عاما، بعدما اقتيد عن طريق الصدفة رفقة مجموعة من المقاتلين الدروز، بسبب الحرب الأهلية التي نشبت في جبل لبنان سنة 1860، بينهم وبين الموارنة،  فأصدر الفرمان العثماني قرارًا بترحيل 550 درزياً إلى سجون المملكة في بلاد البلغار، عقاباً لهم على اعتدائهم على المسيحيين الموارنة، وقد كان حنا واحدا منهم، 
حيث تم نفيه واقتياده بالبحر، إلى قلعة بلغراد عند تخوم الإمبراطورية العثمانية، بدلا من شخص آخر أطلق سراحه بعدما دفع والده رشوة للضابط العثماني. 
وتدور الرواية حول معاناة حنا وبقية السجناء على امتداد 12 سنة من السجن في بلغراد وغيرها من بلاد البلقان،
أعقب هذه الرحلة الكثير من المعاناة، حيث قضى أغلب السجناء نحبهم في قلعة بلغراد وآخرين في الصِّرب والجبل الأسود وبريشتنيا، ذلك بسبب الطبيعة القاسية، ومع هذا فإن السجن وحَّد المتنافرين، فهؤلاء الذين كانوا يقاتلون بعضهم البعض، ما إن وضعوا في مكان واحد حتى تآلفوا، وهو ما عبرت عنه الرواية إذ كان هذا جوهر الحادثة التاريخية.

يرى جابر أن الرواية موضوعية للغاية، مع موضوعات مثل الهوية والطائفية ونضال الفرد الذي يجب أن يتمرد على العنف، الذي يواجهه من جانب حارس سجنه.

دعم الأدب العربي
تم إنشاء الجائزة العالمية للرواية العربية (𝗜𝗣𝗔𝗙)، في عام 2007، بدعم مالي من «مؤسسة الإمارات» ومقرها أبو ظبي، ومزيد من المساعدة من «مؤسسة جائزة بوكر» في لندن ويتمثل أحد أهدافها في تعزيز ترجمة الأعمال العربية إلى الإنجليزية وغيرها من اللغات. 
 وفي الواقع، ليس فقط الألقاب الفائزة السابقة، ولكن أيضًا بعض الأعمال الأخرى، من القائمة المختصرة للجائزة يمكن بيعها للناشرين الناطقين باللغة الإنجليزية وغيرهم من الناشرين الدوليين.

بالإضافة إلى هذه الجائزة، تدعم الجائزة العالمية للرواية العربية (𝗜𝗣𝗔 𝗙ا)، المؤلفين العرب الشباب من خلال ورش عمل الكتابة، المعروفة باسم ندواس، والتي تعقد سنويًا في أبو ظبي منذ عام 2009. 
تم نشر النصوص التي تم إنشاؤها خلال حلقتي العمل الأولتين، كمختارات ثنائية اللغة تحت عنوان الأصوات العربية الناشئة.

وقد كانت الأحداث السياسية مثل 11 سبتمبر والربيع العربي، سببا مباشرا للاهتمام المتزايد بترجمات الأدب الروائي العربي، حيث زاد عدد الترجمات من العربية إلى الإنجليزية، سواء كانت كتبًا أو نصوصًا في المجلات.
كما أسهمت التطورات المثيرة في عالم الاتصالات بوجه عام، وعلى شبكة الإنترنت، والشبكات الاجتماعية، والنشر الرقمي في نشر الترجمات الأدبية العربية والاهتمام بها ومناقشتها، في بلوغ مستوى جديد. 

أخيرًا وليس آخرًا، ينطبق هذا أيضًا على مجال الدعاية والتسويق: 
اكتسب المؤلفون العرب وأعمالهم مؤخرًا اهتمامًا كبيرًا في وسائل الإعلام الدولية وفي معارض الكتب والمهرجانات الأدبية والمؤتمرات وغيرها من المناسبات. 
author-img
مداد ميديا

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent