كونتورات هائلة منتشرة بعدد من مقاطعات الدار البيضاء، تستنزف بشكل مفرط الماء الصالح للشرب، وذلك لكونها تشتغل دون انقطاع، في ظل ظروف ندرة الماء التي تعرفها المملكة.( إحصاء أولي بتنسيق مع شركة ليدك).
وبناء على ذلك، تم إصدار قرار صارم بخصوص 200 عداد، وذلك بإغلاقها على وجه السرعة، نظرا للإهدار المفرط للمياه التي تستنزف في سقي فضاءات خاصة وحدائق، وأيضا سرقتها من طرف بعض المواطنين، حيث اتخذت نبيلة ارميلي، رئيسة مجلس جماعة البيضاء، هذا الإجراء الهام بإخراج عدادات من الخدمة بشكل نهائي.
ونظرا للوضعية الحرجة التي تمر منها البلاد بسبب الجفاف وشح مياه الأمطار، فقد عمدت رئيسة مجلس جماعة البيضاء، إلى تنفيذ عمليات إغلاق 500 عداد آخر في الأسبوع المقبل، وذلك بعد إقرار إطلاق برامج استعجالية لاستعمال محطات مياه قنوات الصرف الصحي المعالجة في سقي القضاءات الكبرى.
استنزاف بملايين الدراهم في ظل ندرة المياه
لأربع سنوات متتالية، عانت المدينة من تراجع في الموارد المائية، بسبب شح الأمطار وتراجع حقينة السدود، التي تزود منطقتي سد أبي رقراق في الشمال، وأم الربيع في الجنوب، ورغم ذلك كانت جماعة البيضاء تؤدي ملايين الدراهم سنويا لفائدة شركة ليدك، بسبب استغلال المياه الصالحة للشرب في استعمالات جانبية، وقد استمر الوضع لسنوات دون أن يثير حفيظة أحد، هذا ما كشفت عنه بيانات الإحصاء نفسه.
وفي انتظار الإنتهاء من إعداد البنيات التحتية، من أجل مد القنوات إلى مناطق أخرى، فقد شرعت مصالح البيضاء باستغلال بعض العيون الجارية لسقي المساحات الخضراء، إذ تم الشروع في جلب مياه عين سيدي عبد الرحمن المجدوب _والتي كانت تستغل عشوائيا في غسل السيارات_ لسقي حدائق ساحل الكورنيش، ومقاطعات أخرى بالحي الحسني وأنفا.
وقد دعا مولاي أحمد أفيلال، نائب العمدة الموكل بقطاعي الماء والنظافة، إلى انخراط السكان والمستهلكين الكبار وأصحاب المحلات والمؤسسات التي تستغل كميات ضخمة من الماء في حلول بديلة، لتفادي الأزمة، مؤكدا أن المسؤولين لا يقفون مكتوفي الأيدي، بل يشتغلون على برامج ومشاريع مهيكلة، بتنسيق مع القطاعات المعنية، ومن أهم هذه المشاريع إطلاق طلب عروض دولي للبدء في برنامج تحلية مياه البحر الذي قد يوفر حوالي 350 مليون متر مكعب من المياه الصالحة للشرب في سنة. (حسب ما أوردته الصباح)