المرأة والجريمة: تحديات وتأثيرات
تعد قضية المرأة والجريمة موضوعًا مهمًا يثير الكثير من التساؤلات والنقاشات في المجتمعات الحديثة. فعلى مر العقود الأخيرة، شهدنا تغيرات هامة في موقف المرأة في المجتمع ومشاركتها في مختلف المجالات، بما في ذلك المجال الجنائي. ومع ذلك، فإن واقع المرأة ودورها في الجريمة لا يزال يشكل تحديات عديدة ويترتب عليه آثار سلبية.
تشير الإحصائيات إلى أن نسبة المرأة المشاركة في أعمال الجريمة مازالت أقل بكثير مقارنة بالرجال، كما أنها تختلف من حيث طبيعة الفعل الاجرامي قوة وعنفا.
إلا أن هناك زيادة تدريجية في مشاركتهن في بعض الجرائم مثل السرقة والتزوير والتهريب.ويمكن تفسير ذلك جزئيًا بالتحولات الاجتماعيةو والاقتصادية وحتى السياسية التي تعيشها المجتمعات، حيث تعمل بعض النساء في ظروف صعبة وقد يدفعهن اليأس والفقر للانحراف عن القانون.
إضافةً إلى ذلك، تتعرض المرأة أيضًا للعديد من الظروف والتحديات التي تجعلها عرضة لارتكاب الجرائم. تشمل هذه العوامل العنف الأسري،والتمييز الاجتماعي، والفقر، والهدر المدرسي.
كما أن التأثر ببعض الأنماط الحياتية الخاطئة، يمكن من أن تجد المرأة نفسها في موقف يدفعها إلى اللجوء إلى الجريمة كوسيلة للبقاء أو للتخلص من مشاكلها الشخصية.
قد تتعرض النساء للعنف في بيئتهن المنزلية، وتجربة العنف المستمر يمكن أن يدفع بعضهن إلى ارتكاب جرائم في محاولة للدفاع عن النفس أو للهروب من الوضع العنيف. بالإضافة إلى ذلك ، فإن التحيز الاجتماعي والتمييز يمكن أن يعززان التحول إلى الجريمة، حيث قد تشعر بعض النساء بأنهن خارجات عن النظام الاجتماعي ومنبوذات.
بعض النظريات والمدارس التي تناولت بالتحليل والدرس، الجريمة النسوية، حاولت فهم الاختلاف بين جريمة المرأة و جريمة الرجل، ورجعته إلى ثلات اختلافات، ترتكز اساسا على :
الإختلاف في عدد وكم الجريمة.
الاختلاف في نوع وطبيعة الفعل الجرمي.
الإختلاف في قوة وجسامةالإجرام.
ورغم ذلك، تبقى المرأة الضحية الرئيسية في العديد من الجرائم مثل العنف الجنسي والاغتصاب، والاتجار بالبشر.