recent
أخبار ساخنة

برنامج "اكتشف المغرب": رحلة قطرية لاكتشاف الفنون المغربية العريقة وتأثيرها في إبداعات الفنانين

الصفحة الرئيسية



برنامج اكتشف المغرب الذي عرف اقبالا كبيرا

مقدمة

اختار برنامج "اكتشف المغرب" العاصمة التاريخية للمملكة المغربية، مراكش، لتكون الوجهة التي ينغمس فيها الفنانون القطريون ويكتشفوا فنونها التقليدية وعمارتها الإسلامية المتميزة. جاء هذا البرنامج ليكون منصة استكشاف إبداعية تتيح للفنانين القطريين فرصة التعرف على جوانب من التراث المغربي، مما أثرى رؤيتهم الفنية وأضفى على أعمالهم أبعادًا جديدة. في هذه المقالة، نلقي نظرة على هذه الرحلة الثقافية وما حملته من تجارب وانعكاسات على أعمال الفنانين المشاركين.

رحلة فنية تعكس تراث المغرب

استهل الفنانون القطريون رحلتهم في مراكش بزيارة المعالم التاريخية التي تميز هذه المدينة الساحرة، حيث تعرّفوا على فنون العمارة الإسلامية والزخرفة الفريدة التي تزخر بها هذه المدينة. كما شمل البرنامج "ورش عمل" متخصصة تهدف إلى تعريف الفنانين بالفنون التقليدية للمغرب، مثل الزليج، والزّواق (فن تزيين الخشب)، والرسم الهندسي المستوحى من العمارة المغربية. أتاحت هذه الورش للفنانين تجربة تعلم وإتقان هذه الفنون التي تعود إلى قرون خلت، وتعكس هوية ثقافية عميقة تميز المغرب عن بقية الدول.

الفنون المغربية مصدر إلهام

كان المغرب مصدر إلهام رئيسي للفنانين المشاركين في برنامج "اكتشف"، حيث استلهم الفنانون القطريون أعمالهم من التراث المغربي وأدخلوا تفاصيل هذا التراث في إبداعاتهم. وقد أكد الفنانون أن المغرب قد أضاف لرؤيتهم الفنية، بما يحمله من عمق تاريخي وتنوع ثقافي، ليصبح بذلك مجالًا واسعًا للتلاقح الفني بين الثقافات. وفي حديثها، قالت نورة المعضادي، رئيسة قسم الفن وبرامج الفن في متحف الفن الإسلامي بقطر، إن رحلة "اكتشف" هي فرصة سنوية للفنانين القطريين لاكتساب خبرات جديدة، مشيرة إلى أن هذه الزيارة إلى المغرب أضافت للفنانين تقنيات فنية غير متوفرة في قطر.

الفنانون القطريون وتجاربهم في المغرب

شهد البرنامج مشاركة مجموعة من الفنانين القطريين الذين استلهموا تجاربهم في المغرب لتقديم أعمالهم الفنية التي تعكس التراث المغربي بروح عصرية. وقد أتاح البرنامج لهم استكشاف جوانب جديدة من الفنون المغربية، والتعرف على الحرفيين المحليين، مما عزز من تفاعلهم مع الثقافة المغربية وفتح أمامهم آفاقًا جديدة للإبداع.

مصممة الأزياء دانة الملا

تحدثت مصممة الأزياء دانة الملا عن تجربتها خلال برنامج "اكتشف المغرب"، حيث أبدعت في تصميم عباءة مستوحاة من الزخارف المغربية. أبرزت دانة في عملها تطريزًا ثلاثي الأبعاد يمثل الأقواس الموجودة في مدرسة ابن يوسف التاريخية، وزخارف مستوحاة من أعمدة قصور المغرب. استخدمت دانة أحجارًا مستوحاة من فن الزليج لتضفي على تصميمها لمسة من التراث المغربي. وأكدت أن تجربتها في المغرب كانت فرصة لتعلم تقنيات التطريز وتطبيق الفن المعماري المغربي على أعمالها.

الخطاطة فاطمة الشرشني

من جهة أخرى، أعربت الخطاطة فاطمة الشرشني عن إعجابها بالخط المغربي، حيث استخدمته في إبداعاتها. وذكرت فاطمة أنها أحبّت إبراز الخط المغربي "المجوهر"، الذي يُعد نمطًا فريدًا من الخطوط العربية. وعرضت الشرشني لوحات تعكس هذا الأسلوب، إضافة إلى سجاد منسوج بخطوط مغربية، وعمل فني على الجبص يعكس روح التراث المعماري المغربي.

المصور الفوتوغرافي عبد الهادي صالح المري

عبّر المصور الفوتوغرافي عبد الهادي صالح المري عن تأثره الكبير بالمعمار المغربي التقليدي. أثناء زيارته لمراكش، أبدع في إنتاج وثائقيين قصيرين وصور فوتوغرافية تروي قصة المدينة وأناسها وتراثها المعماري. أوضح المري أن رحلته للمغرب لم تكن مجرد تجربة تصوير، بل بحثًا علميًا بصريًا في روح العمارة المغربية التقليدية. أشار إلى أن العمارة المغربية تعكس مفاهيم استدامة قديمة، حيث تعتمد المباني على تصاميم تساعد على التهوية وتخفيف حرارة الشمس، وهو ما افتقده في العديد من المباني الحديثة. عبر وثائقييه، سعى المري لإبراز فلسفة "روح العمران" المغربي، حيث يرى أن العمارة التقليدية لا تكتفي بالجمال البصري، بل تقدم أيضًا جودة حياة تتماشى مع البيئة.

التلاقح الثقافي وتأثيره على الفن القطري

لقد أثبتت هذه التجربة الثقافية أن التلاقح بين ثقافات مختلفة يمكن أن يسهم في إثراء الإبداع وتعميق الفهم المتبادل. وقد أشارت نورة المعضادي إلى أن الهدف من برنامج "اكتشف" هو تعزيز التفاعل بين الثقافات واكتساب نظرة جديدة، حيث يجد الفنانون في المغرب أشياء لم يسبق لهم رؤيتها في مكان آخر، مثل الزليج والزّواق وتقنيات فنية أخرى. يعكس هذا البرنامج حرص الفنانين القطريين على الانفتاح على باقي الثقافات وتعلم التقنيات التي يمكن توظيفها في فنونهم المستقبلية.

الفنون المغربية بين الأصالة والتجديد

إن الفنون التقليدية المغربية بما فيها الزليج، الزواق، والنقوش الهندسية والزهرية تمثل ثراءً بصريًا وفكريًا مميزًا، وقد تفاعل الفنانون القطريون مع هذه العناصر لتقديم إبداعات تستلهم الأصالة وتدمجها بروح عصرية. وقدمت رحلة "اكتشف المغرب" فرصة للفنانين للتعرف عن كثب على هذه الفنون وكيفية ممارستها بأسلوب تقليدي، مما يبرز قدرة الفن على تجاوز الحدود وخلق مساحات جديدة للتلاقي الثقافي.

الختام

أظهرت تجربة "اكتشف المغرب" أهمية التفاعل بين الثقافات المختلفة وأثره العميق على تطوير رؤية الفنانين وإغناء إبداعاتهم. إن هذا النوع من المبادرات الثقافية يعزز من التقارب الثقافي، ويفتح أبوابًا جديدة للإبداع والتجديد، حيث يتيح للفنانين فرصة الانفتاح على ثقافات أخرى واستلهام عناصر جديدة تضيف لأعمالهم رونقًا خاصًا. بالنسبة للفنانين القطريين، كانت المغرب تجربة ملهمة تعكس جمال وعمق التراث الإسلامي المغربي، وهو ما ظهر جليًا في أعمالهم التي عبرت عن هذا التراث بأساليبهم الخاصة.

تسهم مثل هذه الرحلات الثقافية في توطيد العلاقات الثقافية بين الدول العربية، كما تعزز من الوعي بأهمية الحفاظ على التراث واستلهامه في الفنون المعاصرة. ومن خلال برنامج "اكتشف المغرب"، يعبر الفنانون عن عمق إعجابهم بالفنون المغربية، مما يدل على أن الفنون قادرة على تحقيق التواصل الحضاري بين الشعوب، وتوحيدها في رسالة فنية تنبض بالسلام والجمال.

author-img
ليلى بوزير

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent