recent
أخبار ساخنة

جويس بلو: مسيرة من النضال الأكاديمي والسياسي عبر العالم

الصفحة الرئيسية


عاشت جويس بلو حياة مليئة بالتحديات والإنجازات،


 عاشت جويس بلو حياة مليئة بالتحديات والإنجازات، جمعت فيها بين النضال السياسي والبحث الأكاديمي، مما جعلها رمزًا عالميًا للإصرار والتفاني. تنقلت بلو بين قارات وثقافات مختلفة، حيث أظهرت التزامًا فريدًا بقضايا حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية.

النشأة والتأثر بالثقافة المصرية

وُلدت جويس بلو في القاهرة يوم 18 مارس 1932 لعائلة متعددة الثقافات، مما ساهم في نشأتها في بيئة غنية بالتنوع الفكري. التحقت بمدرسة "الليسيه" الفرنسية بالقاهرة، حيث بدأت تتأثر بالأحداث السياسية العالمية التي كانت تشهدها تلك الحقبة. في سن الخامسة عشرة، انضمت جويس إلى تنظيم "إيسكرا" الشيوعي، لتبدأ رحلتها في النضال ضد الاستعمار والدفاع عن حقوق المظلومين.

لقاء هنري كورييل: بداية مرحلة جديدة

شكّل لقاء جويس بلو بالمناضل الشيوعي هنري كورييل عام 1953 نقطة تحول كبيرة في حياتها. لم يكن كورييل مجرد شريك عاطفي، بل رفيقًا ألهمها لتحمل مسؤوليات نضالية جسيمة. شاركت جويس في العديد من المهام السرية، مثل تهريب المستندات والأموال لدعم قضايا التحرر، بما في ذلك حرب الجزائر والقضية الفلسطينية.

الترحيل إلى فرنسا: بداية فصل جديد

في عام 1955، وبعد اتهامها بالعمالة والاعتقال في مصر، تم ترحيل جويس بلو إلى فرنسا. هناك، بدأت مرحلة جديدة من حياتها، حيث دمجت بين النضال السياسي والعمل الأكاديمي. ركزت على دراسة اللغات والثقافات الشرقية، خاصة اللغة الكردية، التي أصبحت مجالًا رئيسيًا لاهتمامها الأكاديمي.

الإسهامات الأكاديمية: التزام بالقضية الكردية

حصلت جويس بلو على درجة الماجستير في الدراسات الكردية عام 1966، وبدأت تدريس اللغة الكردية في المعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية بباريس. لم تكن مجرد أكاديمية؛ فقد سخّرت معرفتها لخدمة القضايا الإنسانية. من خلال أبحاثها ومؤتمراتها، لعبت دورًا بارزًا في نشر الثقافة الكردية وتعزيز الدعم الدولي للقضية الكردية.

نضال من أجل العدالة: دعم الشعوب المظلومة

امتد نشاط جويس بلو إلى دعم الشعوب المظلومة في مختلف أنحاء العالم. لعبت دورًا مهمًا في بناء جسور التواصل بين الأكراد والشعوب الأخرى، وسعت إلى نشر الوعي العالمي حول قضايا حقوق الإنسان. بالإضافة إلى ذلك، كان لها دور ملموس في تعزيز الحوار بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مما يعكس رؤيتها للسلام والعدالة.

الوفاة والإرث الخالد

في أكتوبر 2024، رحلت جويس بلو عن عمر يناهز 92 عامًا، تاركة وراءها إرثًا غنيًا من النضال والمعرفة. حظيت بتكريم خاص في كردستان العراق وأماكن أخرى، حيث أُشيد بإسهاماتها الكبيرة في نشر الثقافة الكردية ودعم القضايا الإنسانية.

إرث جويس بلو: دروس في المثابرة والتفاني

لم تكن جويس بلو مجرد أكاديمية أو ناشطة سياسية، بل رمزًا للنضال المستمر من أجل الحرية والعدالة. أثبتت من خلال حياتها أن الثقافة يمكن أن تكون أداة قوية للتغيير الاجتماعي. إرثها سيظل حيًا، ليس فقط في الأوساط الأكاديمية، بل في قلوب كل من ألهمتهم مسيرتها.

خاتمة

تجسد حياة جويس بلو قصة ملهمة للإنسانية. من شوارع القاهرة إلى جامعات باريس، ومن ميادين السياسة إلى قاعات التدريس، أثبتت أنها امرأة استثنائية. ستظل ذكراها خالدة كنموذج يحتذى به للنضال من أجل القيم الإنسانية والعدالة الاجتماعية.

author-img
ليلى بوزير

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent